قول "رائحتك كريهة" أو "أنت بحاجة للاستحمام" لطفل أو لمراهق خاصة ليس بالأمر السهل، يجد الكثير من الآباء صعوبة شديدة في التحدث مع أبنائهم حول النظافة الشخصية، وتشعر الكثير من الأمهات أنها بالفعل أرهقت من تكرار الأمر عليهم، وبالتالي يحتاج الوالدان لبعض الخطوات التي تساعدهم في التحدث مع أطفالهم حول النظافة الشخصية، وكيف يمكن تحفيزهم للالتزام بقواعد النظافة؟ والسن المناسب للبدء في تعلم النظافة الشخصية، والطريقة الصحيحة لفعل ذلك.
كيف يمكن تحفيز ابني/ ابنتي للاهتمام بالنظافة الشخصية؟
إليك بعض الخطوات التي تمكنك من مساعدة أطفالك على الاهتمام بنظافتهم الشخصية:
1- قم بإجراء مناقشة مع أطفالك حول عادات النظافة الأساسية
- خلال هذه المناقشة يجب الانتباه جيدا للأسلوب الذي تتحدث به، ليس من الحكمة إلقاء اللوم أو التلميحات غير الجيدة وسط الكلام، وإلقاء النكات حول رائحة أجسامهم، يجب تجنب جميع هذه الأساليب تماما، قد تتسبب هذه الطريقة في تحول ابنك لأسلوب دفاعي ويبدأ الغضب والتحدث بصوت مرتفع لأنه يشعر بالإهانة، الأسلوب الهادئ والحكيم في النص هو أفضل وسيلة لإجراء نقاش عن النظافة الشخصية مع المراهقين.
- استخدم عبارات بسيطة وواضحة لما تريد قوله "يبدو شعرك دهنيا اليوم، ما رأيك أن تقوم بغسلة"، "يبدو أنك مشغول ولم تستحم منذ يومين، ولكن هذا غير صحي"، "لقد كان التمرين مرهقا، لكن يفضل أن تستحم مباشرة بعد التمرين، حتى يرتاح جسمك بشكل جيد"
- أشرح لهم أهمية ارتداء ملابس نظيفة يوميا، واستخدام مزيل العرق، وتصفيف الشعر، والاهتمام بقدميه وتغيير الجوارب لتجنب الرائحة الكريهة، وتأثير ذلك على صورتهم أمام الآخرين، وكيف حثنا الدين الإسلامي على النظافة، ربط النظافة بالعلاقات الاجتماعية أمر يشجع المراهقين على الاهتمام بالعناية الشخصية.
2- وضع قواعد للنظافة الشخصية يلتزم بها كل من في المنزل
- يفضل وضع قواعد أساسية للنظافة داخل المنزل، يلتزم بها الجميع خاصة الأب والأم، يصنع هذا الروتين بيئة جميلة من الالتزام داخل المنزل، ويتشجع باقي الأفراد غير المهتمين، كما يصبح الأم والأب قدوة لأبنائهم عندما يرونهم أول من يطبق قواعد النظافة الشخصية.
- ولتطبيق هذا الروتين يجب وضع حدود وقواعد، أي من يلتزم سيصبح لديه امتيازات أفضل مثل مشاهدة التلفاز أو قضاء وقت أطول على الألعاب الألكترونية، أو شراء شيء يحبه وهكذا، وأيضا هناك عواقب متفق عليها من قبل إذا لم يلتزم ابنك/ ابنتك .
- في هذا الجزء بالتحديد يظهر أهمية الروتين والقواعد، التعود على روتين محدد أمر ليس سهلا خاصة مع الأطفال، ولكن عندما يعتادون على ذلك يسهل هذا الأمر وستجدون نتيجة مرضية، وجود روتين وقواعد يجعل الأطفال غير تائهين ويعلمون جيدا ما المطلوب منهم ومتى وكيف يفعلون ذلك، تذكرين أنك لست موجودة طوال الوقت لتذكيرهم، وبالتالي وضع القواعد والتمرن عليها مهم.
3- الاستعانة بمصدر خارجي
في بعض الأحيان يكون المراهقون أكثر استجابة للنصيحة عندما تأتي من أحد آخر غير الوالدين، لذلك يمكنكم الإستعانة بشخص مقرب لأبنائكم ويحبونه مثل العم/ العمة أو الخال/ الخالة، المهم أن يكون شخصا محبوبا وقريبا منهم ويتقبلون النصيحة منه، إذا تعثرت الأمور يمكنكم الاستعانة ب استشاري نفسي متخصص في مرحلة المراهقة، يمكن للأخصائي أن يتحدث مع المراهق ويفهم إذا كانت هناك أسباب تجعله لايحب النظافة الشخصية، أو هناك سبب نفسي يؤثر عليه وهكذا.
الإستعانة بمصدر خارجي لاتعني أبدا فشل الوالدان، ولكن يعني أنكما تحتاجان للمساعدة ليس أكثر من ذلك.
4- شراء منتجات العناية الشخصية معا
قد يساعد التسوق مع إبنك/ إبنتك وشراء منتجات العناية الشخصية الخاصة بالمراهقين، المنتجات المخصصة للمراهقين تكون أكثر جاذبية لهم وفي الغالب يفضل استخدامها، خاصة الفتيات تتشجع إذا قامت هي بالتسوق وشراء المنتجات الخاصة بها والمناسبة لعمرها، اجعل ابنك يشري مزيل العرق المناسب له ويختار المنتجات التي يفضلها هو.
5- فكرا معا
بالتأكيد أبنك يعلم أنه رافض الاهتمام بنظافته الشخصية وأنه مقصر في ذلك، حتى لو لم يعلم بالتأكيد أنت أخبرته ونبهته لذلك مرارا وتكرران، إحدى الطرق التي قد تكون حلا مناسبا لهذه المشكلة هي الجلوس مع ابنك والتفكير سويا كيف يمكن أن تقوما بحل هذه المشكلة؟ العصف الذهني سويا سيجعل ابنك يشعر بالاهتمام، وانك ليس مستاءا منه بل أنت تهتم لأمر وتحاول إيجاد حلول مفيدة له وتساعده، يمكنكم وضع خطة عن طريق بعض الأسئلة، لماذا يرفض النظافة الشخصية؟ هل هناك شئ يسبب له التوتر والخجل؟ هل يشعر أن هذا ليس ضروريا؟ هل هو فقط كسل؟ بماذا يشعر عندما تطلب منه أن يقوم بروتين النظافة الخاص به؟ وهكذا يمكن للوالدين وضع خطه وحلول وفقا لما سمعاه من طفلهما، بعد الأنتهاء من الاسئلة اجعل المراهق يفكر معك ما الحل المناسب من وجهه نظرة؟ ودعه يفكر معك ويجد الحلول، ويمكنكم وضع خطة مناسبة معا والبدء في تنفيذها.
السن المناسب لتعليم الأطفال النظافة الشخصية؟
ابدأ بهم صغارا، ليس عليك الانتظار. ابدأ بتعليمهم أهمية النظافة والعناية الشخصية- الاستحمام بأنفسهم، وتنظيف أسنانهم بالفرشاة، وغسل اليدين، واستخدام الحمام بشكل مستقل، وما إلى ذلك عندما يكونون أطفالا صغارا.
- في سن 3-5، دع طفلك يحاول القيام بهذه المهام بنفسه مع متابعتك له، بهذه الطريقة، يمكنك تشجيعهم عندما يقومون بعمل جيد، أو إظهار ما يمكنهم القيام به بشكل أفضل.
- في سن 6-9، حاول دفع طفلك لتجاوز روتين النظافة اليومي بمفرده وفي النهاية دون أن يطلب منه القيام بذلك.
- في سن 8-10 سنوات يجب زيادة وعي الطفل على سن البلوغ والتغييرات التي ستحدث له، وشرح الدورة الشهرية لفتاتك بالتفصيل وكيف تتعامل معها، وقواعد النظافة الأساسية خلال الدورة الشهرية، وأن التغيرات التي تحدث في أجسامنا ستطلب منهم المحافظة أكثر على نظافة أجسامهم.
في الحقيقة ستحتاجين باستمرار ولوقت طويل تذكير أطفالك بأهمية النظافة، وتأثيرها على صحة الجسم، وعواقب إهمال النظافة الشخصية، ومحاولة تحفيزهم وتشجيعهم للالتزام بالعناية الشخصية، يجب أيضا تعليم الأطفال في سن المراهقة أن النظافة الشخصية مسؤوليتهم الخاصة ولي من الجيد أبدا أن تنتظر أن يذكرك أحدا بالاستحمام أو غسل الأسنان أو تغير ملابسك.