سن انقطاع الطمث: التغيرات الجسدية والاضطرابات النفسية

23 يناير 2025
فريق طهارة
التحديات النفسية للمرأة في سن الأمل

تمر المرأة بالعديد من التغييرات الجسدية والنفسية خلال حياتها منذ اللحظة التي تبدأ فيها دورة الحيض لديها إلى اللحظة التي ينقطع بها دورة الحيض، تتضمن هذه الفترة مراحل كثيرة أهمها الحمل والولادة لذلك تسمى هذه الفترة بسنوات الإنجاب خلالها تمر المرأة بالعديد من التغييرات النفسية بفترات اكتئاب مثل اكتئاب الحمل واكتئاب ما بعد الولادة، والتغييرات النفسية خلال كل دورة شهرية، والتقلبات التي تمر بها خلال رحلة الأمومة، لذلك الطبيعي في حياة المرأة هو المرور بتحديات نفسية في كل مرحلة، وعيك وثقافتك عن المراحل التي تمرين بها وكيفية التغلب على التحديات النفسية هو أمر بالغ الأهمية ويساعدك على المرور بمراحل كثيرة بأقل ضررًا نفسيًا ممكنًا، وسن الأمل هو إحدى مراحل حياتك الطبيعية انقضت سنوات الإنجاب والتعب ووصلتٍ إلى مرحلة فارقة وبداية جديدة، لذلك في هذا المقال نتناول الإستراتيجيات التي تُساعدك في التعامل مع تغييرات هذه الفترة وتمكنك من المرور بها بسلام. 


التغييرات الجسدية لانقطاع الطمث 


عن اقتراب سن الأمل تبدأ مستويات الهرمونات في الانخفاض بسرعة مما يبطئ دورتك الشهرية إلى أن تتوقف، وبالتالي ينتج عن ذلك بعض الأعراض غير المرحب بها مثل الهبات الساخنة والتعرق الشديد ليلاً وتغييرات في مرونة الجلد واضطرابات في النوم، كل هذه التغييرات الجسدية تتسبب في زيادة التوتر والقلق وقد يسبب ضغوطات نفسية وعاطفية، تشعر المرأة مع بداية تراجع الدورة الشهرية واضطرابها أنها غير متحكمة في جسدها مما يزيدها قلقًا وعدم يقين بقوة جسمها، ولكن هناك العديد من الإستراتيجيات التي تساعدك في التغلب على التحديات النفسية التي تواجهك خلال هذه الفترة. 


لماذا يسبب انقطاع الطمث الاضطرابات النفسية؟  


كما تحدثنا أن التغيرات الجسدية والهرمونية وهي اضطراب مستويات الأستروجين والبروجيستيرون تعطيكٍ شعورًا بالقلق والتوتر، يحدث بعض التغييرات في كيمياء المخ وبالتالي تؤثر على حالتك المزاجية والنفسية.

مرورك بالتغييرات وانقطاع الطمث أمر طبيعي ولكنه ليس سهلا ويختلف تقبله من امرأة لأخرى، تشعرين بالقلق والاكتئاب بدرجات متفاوتة ولكن لا يجب أن تشعري بالذعر الشديد وتدخلين في حالة اكتئاب حاد وقلق مفرط، نعلم أن الأمر في كثير من الأحيان يكون حساس ويثير الكثير من المشاعر ولكن وعيك بالتعامل مع هذه المرحلة يخفف كثيرا مما يمكن أن تمري به، وتذكري أن هذه مرحلة طبيعية كأي مرحلة مررتٍ بها من قبل بل أنت مررتٍ بالأصعب من ذلك حمل وولادة ونفاس ورضاعة وتربية والكثير خلال هذه الرحلة الشاقة تذكرى دائما انك قوية وثقى بجسدك الذي دعمك فى كثير من المراحل ولا تثقلي على نفسك وعلى جسدك بالتفكير والقلق.


 ما هي الاضطرابات النفسية التي قد تواجهك خلال سن الأمل؟ 


التغيرات المزاجية:

هي أكثر الأعراض شيوعا خلال هذه الفترة تعاني معظم السيدات من اضطرابات مزاجية نتيجة التغير المفاجئ في مستوى الهرمونات فتشعر بالقلق والضيق وأحيانا بالحزن المفاجئ وتتأثر عواطفها بسهولة. 


انخفاض الثقة بالنفس:

مع التغييرات الجديدة التي تحدث في جسدك قد تشعرين بصعوبة في تقبل جسدك الجديد وتشعرين بفقدان في جاذبيتك، وقد يسبب لك هذا عدم الارتياح وفقدان الثقة ولكن عزيزتي لك مرحلة جمالها الخاص ودورك أنت هو اكتشاف هذا الجمال والسعي للاستمتاع مهما تغيرت الظروف. 


الاكتئاب والقلق:

تغيير كيمياء الدماغ نتيجة التغييرات الهرمونية وتأثيرها على الناقلات العصبية في الدماغ، وازدياد شعورك بالتوتر يسبب لك هذا اضطرابات نفسية أبرزها الاكتئاب والقلق، إذا استمر الشعور بالاكتئاب لديك أكثر من أسبوعين حاولي استشارة طبيب متخصص سيساعدك ذلك في متابعة التغييرات الجسدية وتأثيرها عليك مثل مشاكل الغدة الدرقية، كما أنه سيساعدك في تجاوز التأثير النفسي ومعالجة الاكتئاب. 


صعوبات في التركيز والذاكرة:

ملاحظة تغييرات على التركيز والذاكرة لديك خلال فترة انقطاع الحيض هو أمر طبيعي ويحدث بسبب التغييرات الهرمونية وأيضًا بسبب شعورك بالتوتر والقلق، يحدث مشاكل في التركيز والذاكرة بنسب بسيطة يمكن التكيف معها ولكن إذا تطور الأمر لمشاكل أكبر ونسيان وفقدان شديد للتركيز يجب أن تستشيرٍ طبيبًا.


ما يمكنك فعله للتعامل مع التحديات النفسية والاستعداد الجيد لهذه المرحلة 


يساعد روتين الحياة الجيد والمريح إلى حد كبير في تجاوز هذه المرحلة بسلام، وليس شرطا أن تكون حياتك مثالية تماما حتى تقومي بأداء هذه الخطوات، قومي بفعل الخطوات التي تناسبك واعلمي أن رعايتك لنفسك خلال هذه الفترة ليست رفاهية أنت تستحقين كل ما هو جميل ومفيد لمساعدتك، اعتنائك بذاتك ينعكس على رعايتك لأسرتك كلما كنت بخير انعكس ذلك عليهم وزادهم بهجة وسعادة، رؤيتك مرتاحة وسعيدة ستدخل على عائلتك السرور لأنك حقا مهمة وذات قدر كبير بالنسبة لهم.



1- تغير نمط حياتك لنمط صحي مثل ممارسة التمارين الرياضية، ليس شرطا تمارين مرهقة ولكن المشي واليوجا وتمارين الاسترخاء والتأمل والخروج في نزهات كاف جدا. 

2- التغذية السليمة الغنية بالعناصر الغذائية المتنوعة، تقليل الدهون أمر هام يفضل أكل البروتينات الخالية من الدهون مثل السمك واللحوم الحمراء، أكل الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 والأطعمة الغنية بفيتامين د، الخضروات الورقية والغنية بالألياف، كلما كانت متنوعة في غذائك وتضيفين العناصر المفيدة كلما كان تأثيره عليك مفيدًا جدا. 

3- السوائل مهمة جدا شرب الماء بوفرة والعصائر الطبيعية الخالية من السكر. 

4- اكتشفي نفسك وهواياتك من جديد، التعمق في هواية محببة لك يساعدك في التخفيف من القلق والتوتر ويعطيكٍ شعورًا بالثقة والإنجاز، ابحثي جيدا عما يمكنك فعله وتعلمي الأشياء الجديدة. 

5- التواصل والدعم الاجتماعي مفيد في تخفيف الاضطرابات النفسية تحدثٍ عن مشاعرك و تواصلي مع أحبابك وأصحابك واطلبي الدعم من المقربين خاصة زوجك وأولادك، الشعور بدعم العائلة يعطينا الكثير من المشاعر الجميلة التي تخفف عنا صعوبة ما تمر به. 

6- اهتمي بجسمك وبروتين العناية ببشرتك وشعرك و قومي بأخذ فيتامينات بانتظام، العناية بمظهرك وبجسمك تعطي الكثير من الطاقة والثقة. 

7- تعلمي تقنيات التنفس العميق التي تساعد في تخفيف التوتر والقلق.