تمر علينا بعض الأوقات ونفكر أحيانا في صحتنا وفي بعض الأشياء التي تجعلنا مرضيا أو تمنع أجسادنا عن العمل أو الأنشطة اليومية، وتذهب عقولنا تلقائيا إلى التفكير في بعض الأمراض مثل أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
أما التفكير في صحتنا النفسية لا نركز عليها بشكل كبير ونضعها جانبا ولا نفكر في علاقتها بالصحة الجسدية، ولكن في الحقيقة أن هناك ارتباطا وثيقا بين صحتنا الجسدية وصحتنا النفسية وكلا منهما له تأثير على الآخر.
وهنا نكتشف معا ما هي العلاقة بين الصحة النفسية والصحة الجسدية؟
أثبتت الدراسات أن مشكلات الصحة النفسية تسبق مشكلات الصحة الجسدية وهناك العديد من الطرق المختلفة والمتنوعة التي يتفاعل من خلالها صحتنا النفسية وصحتنا الجسدية، فمثلا هناك علاقة بين المناعة والصحة النفسية وخاصة أعراض الحالات المزاجية في الاضطرابات مثل الاكتئاب.
ولكن في حين ذلك فإن طريقة تفكيرنا وطريقة تعاملنا مع الضغوطات في حياتنا اليومية والعملية لها عامل رئيسي.
مثال: قد تواجه في عملك انتقادا لأداء مهمة مخصصة لك فتقوم باتخاذها كتحد لإثبات ذاتك ومهاراتك أو لإثبات خطأ هذا النقد، ولكن في نفس التوقيت قد يواجه شخص آخر نفس الموقف فيقوم بتوجيه اللوم لنفسه ويدخل في صراعات داخلية تسبب له القلق وتزداد معدل ضربات القلب له أو يشعر بالصداع الدائم وهكذا.
ومؤخرا ذكرت أحد الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب تكون نسبة خطر الإصابات الجسدية لديهم 46 %، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية جسدية وخاصة الأمراض المزمنة، معرضون بشكل متزايد للإصابة بإحدى مشكلات الصحة النفسية.
كيف تؤثر صحتك النفسية على صحتك الجسدية؟
تعتمد الصحة النفسية والصحة الجسدية بشكل كبير على بعضهما البعض، فإذا كنت تعاني من إحدى المشكلات مع أحدهما، فمن المتوقع أن تواجه مشكلة في الأخرى، وأثبتت الأبحاث أن الذين يعانون من مشكلات نفسية هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض جسدية وهذا يحدث لعدة أسباب مختلفة ومنها:
أولا – علم الوراثة: إن الجينات التي تزيد من احتمالية إصابتك بمشكلة صحية عقلية فإنها قد تكون سببا أيضا في مشكلات الصحة الجسدية
ثانيا – انخفاض الدوافع: إذا كنت تعاني من إحدى مشكلات الصحة النفسية أو بسبب أحد الأدوية فمن الممكن أن تؤثر على طاقتك أو الاعتناء بنفسك.
ثالثا – تقليل احتمالية تلقي المساعدة الطبية: الأشخاص المصابون بإحدى مشكلات الصحة النفسية هم أقل عرضة للخضوع للفحوصات الروتينية التي قد تكتشف الحالات الصحية الجسدية في وقت مبكر.
كيف تعزز صحتك النفسية وصحتك الجسدية؟
نظرا للارتباط الوثيق بين صحتنا النفسية وصحتنا الجسدية وتأثير كلأ منهما على بعضهما، فإن أي شيء تقوم بفعله لمساعدة وتعزيز صحتك فسيكون له تأثير إيجابي على الجانب الآخر.
وفيما يلي 5 طرق مقدمة من طهارة لتحسين صحتك النفسية والجسدية.
1 – الاسترخاء والاستجمام: نعيش جميعا في حياتنا أياما مزدحمة بالمسئوليات والعمل وننسي أحيانا أن الهوايات التي نحبها أو تخصيص وقت للجلوس في هدوء والاستمتاع بمشاهدة إحدى المسرحيات أو قراءة أحد الكتب التي نحبها تساعد عقولنا وتمنحنا طاقة للتعامل مع الأوقات الصعبة.
2 – زيادة التواصل مع الأصدقاء والأقارب: إن الشعور بالتواصل مع من حولك سواء كان من الأصدقاء أو الأقارب أو شريك حياتك يزيد من شعورك بالهدف والحب في حياتك، ويساعدك على التخلص من الضغوطات اليومية.
3 – التغذية الجيدة: أثبتت بعض الأبحاث أن اعتيادك على نظام غذائي يساعدك على تحسين صحتك النفسية والجسدية، فمثلا أبدا في تقليل الأطعمة التي تحتوي على نسبة سكريات عالية واستبدالها بالأطعمة الغنية بالمغذيات مثل الأسماك والفواكه والخضروات.
4 – النوم الكاف: اتباعك روتين صحي لوقت نوم كاف يشعرك بالسعادة والهدوء ويساعدك على التركيز طوال اليوم، وقلة نومك من الممكن أن تكون سببا لإحدى مشكلات الصحة النفسية.
5 – التمرين: أثبتت الأبحاث أن التمارين والنشاط البدني يساعدك في تصفية عقلك تحسين تقت ذاتك وتقليل مشاعر الاكتئاب والقلق، فمثلا من الممكن أن تقوم بالتمشية مع أحد أصدقائك أو أحد أقاربك.
ومن المؤكد أن العلاقة بين صحتك النفسية وصحتك الجسدية تسير يمكن أن تقوم بتغييرها من خلال تغييرات في نمط حياتك اليومية، وفي النهاية أي تغيير تقوم به لتحسين صحتك سواء كانت النفسية أو الجسدية ستشعر بتحسن عام.