الحالة النفسية للحامل: التقلبات المزاجية خلال فترة الحمل

23 January 2025
فريق طهارة
التقلبات المزاجية للحامل

تشعرين برغبة في البكاء دون سبب؟

تتصادمين مع زوجك الآن وبعد ساعة تريدين أن تعانقيه؟

العالم كله ضدك ولا أحد يفهمك؟

تتذكرين موقفا مر منذ سنوات وتبكين عليه مرة أخرى؟

أحيانا تغمرك الطاقة والحب وتشعرين أن بإمكانك فعل الكثير، ومرات أخرى تريدين ترك كل شيء وينتهي العالم؟


عزيزتي إنها الهرمونات، تفعل بنا الكثير والكثير تجعلنا نبكي ونضحك في نفس الوقت، نشعر بالحب والكره في آن واحد، خاصة مع الحمل يحدث تغيرات هرمونية كبيرة في الفترة الأولى وما زال جسمك غير معتاد عليها فتشعرين كأن العالم ينهار من حولك، التغييرات الهرمونية طبيعية جدا خلال الحمل، يحدث تغير في مستويات البروجسترون والاستروجين مما يؤثر بشكل كبير على كيمياء الدماغ.


هل الهرمونات هي المتهم الوحيد في التقلبات المزاجية؟


في الحقيقة رغم أننا نلقى باللوم عليها كثيرا إلا أنها ليس الوحيدة التي تفعل ذلك خلال الحمل.

إذا كنت تخططين لحدوث حمل أو لا، أيضا إذا كنت مستعدة نفسيا وجسديا أولا، مسؤولية إنجاب طفل هي حدث كبير وسيحدث الكثير من التغييرات في حياتك، كما سيتردد ببالك تساؤلات كثيرة حول:

  1. الحمل والإجهاد
  2. صحة الطفل وهل أستطيع تقدم الأفضل له.
  3. المسؤولية ومهمة رعاية الطفل.
  4. هل أنا مستعدة بما يكفي لخوض تجربة الأمومة.
  5. هل أنا وزوجي نستطيع توفير جميع التكاليف المادية.


والمزيد من التساؤلات، عندما تقتربين من الولادة تبدئين بالتفكير في نوع الولادة ومكانها والسيناريوهات التي ستحدث معك وقلق بشأن سلامة الطفل، والتفكير في الفترة الأولى بعد الولادة وهل ستحظين بالدعم المناسب، عزيزتي مشاعرك طبيعية و تساؤلاتك أمر جيد دليل على تحملك للمسؤولية، ولكن تستطيع الهرمونات أن تحول أفكارك العادية إلى معاناة كبيرة، الهرمونات في بعض الأحيان لا تكون ملامة ولكن تظل عاملا مساعدا يعمل على إشعال المشاعر.

أيضا انتبهي أن التقلبات المزاجية إذا كانت حادة قد تكون علامة على حالات مرضية مثل الاكتئاب والقلق، وفقر الدم والسكري وفرط نشاط الغدة الدرقية، من الأفضل أن تقومي باستشارة طبيب مختص حتى تتمكني من معرفة ما يناسبك فعله.


مشاعرك تجاه الحمل قد تكون سببا أيضا


الحمل في جميع الأحيان هبة ومنحة من الله فرصة جديدة وحياة تضاف إلى حياتنا، ورغم ذلك ليس من الضروري أن نشعر جميعنا بنفس المشاعر من البهجة والسعادة عند معرفتنا لخبر الحمل، معظم النساء فعلا تشعر بذلك ولكن كثيرا منا أيضا تشعر أنه ليس الوقت المناسب، تشعر بالقلق من المسؤولية، تخاف أن يؤثر ذلك على شكل حياتها التي رسمتها بشكل مناسب لها، وهذا لا يعنى أبدا أن من تشعر بذلك ترفض هذه الهدية من الله، لا بل بالعكس هي فقط لديها مشاعر يجب أن تقر بها تخرجها وتعبر عن مخاوفها وتعطى الأمر المزيد من الوقت حتى يتحسن وتستطيع الاستمتاع بالمشاعر الجميلة.

ممكن أيضا أنك تشعرين أن الحمل فعلا مرهق ومتعب ولكنك تخجلين من التعبير عن ذلك خوف من الانتقاد أو التقليل من أمومتك، ولكن عزيزتي لا بأس أن تشعري بالتعب والحب في نفس الوقت، أن الأمر يرهقك ولكنك مازلت تشعرين أنه يستحق العناء، قرى بمشاعرك ولا تخفيها أبدا أنت في كل الأحوال أم عظيمة.

قد يكون هذا ليس حملك الأول وأيضا تشعرين بكل هذه المشاعر والاضطرابات، هذا أمرا طبيعيا لأنك بالإضافة إلى ذلك تفكرين في أولادك الآخرين ورعايتهم ورغبتك في عدم التقصير في واجباتك تجاههم.

الحمل رائع ومبهج ومعجزة كبيرة، ولكنه أيضا عمل شاق يستغرق الكثير من الجهد.


ما يمكنك فعله للسيطرة على التقلبات المزاجية


الاستمتاع بوقتك الخاص، كوب من مشروبك المفضل مع مشاهدة فيلم أو مسلسل، وإضاءة خفيفة والقليل من الطعام اللذيذ المفضل لديك، يساعد الوقت الخاص على هدوء النفس والتخفيف من حدة التقلبات المزاجية.

بعض التمارين الخفيفة مثل اليوغا والتأمل، أيضا التمشية في مكان لطيف مثل الحديقة أو المول و تسوقك لأشياء تحبينها أو شراء ملابس للصغير، الجلوس في حديقة عامة في الصباح والاستمتاع بدفء الشمس وأصوات الطيور.

أفضل ما يمكنك فعله هو طلب الدعم من زوجك أو عائلتك وأصدقائك، قد يساعد الدعم ومشاعر الحب في تهدئة الاضطرابات الهرمونية داخلك، وتشعرك أيضا بالحب والتفاهم وأن هناك من يهتم لأمرك حقا، شاركي زوجك كل مرحلة تمرين بها من تعب وقلق وشاركي معه مشاعرك ومخاوفك سيحدث هذا بينكم حالة لطيفة من المشاركة والدعم.